خالد الرجل الصغير
الذي يرفض تماما ان تعامله كطفل بعمر العاشرة و يصر على مناداته بأبو الوليد تيمنا” بوالده الذي فقده في الحرب

في بداية الجلسات لم يكن أمامي سوى إعطائه مهام كتوزيع الاوراق والالوان معي حتى اخفف من استهزائه من الاولاد الاخرين حين يتكلمون عن الخوف أو الحزن

طلبت منه ان يرسم الحزن فلم يقبل لأن الرسم برأيه للاطفال الصغار
اخبرته ان اذن تحدث لي عن شكله فأخبرني أن الحزن شكل البنات الصغيرات و أنه لم يحزن يوما
لأسأله عن أحب الناس إليه و فأخبرني مجموعة من الأشخاص
سألته عن حبه لرسول الله رسول الله صل الله عليه وسلم
و ماذا يعرف من سيرته و عند انتهائه سألته لو أنه ان رسول الله كان يحزن مثلنا
و بدأت أسرد له
لم يصدق في البداية و لكنه كان يستمع بإصغاء غير معهود عنه
أخبرته أن رسول الله قال عند وفاة أبنه قال إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون
و حزنه على وفاة زوجته و عمه ….الخ

أخبرني يومها أنه تذكر الآن ان أباه رحمه الله أيضا بكى عند وفاة جدته ولكن لم يره أحد غيره

كانت تلك الجلسة فارقة عند خالد و عندي بعدها
فقد اصبح اكثر انسجام مع المجموعة و اقل تنمر على اصدقائه
و حين طلبت منه أن يرسم الفرح رسم لي هذا المسجد الصغير الجميل .